Philosopher in Meditation (or Interior with Tobit and Anna) by Rembrandt

الفيلسوف المتأمل – حينما تحيي ذاتك وصولاً

بيجلس الفيلسوف عند أعتاب السلالم الدائرية و جنبه باب صغير بيوّصّل لدور تحتاني… مين فينا يقدر يقول الشخص الجالس كان طالع و لا نازل؟ مين فينا يقدر يحدد الشخص الجالس وصل لفين في وسط رحلته؟


خد بالك: هو مغمض عينيه تماماً… بس هو بيبص علي حاجة جوا قلبه… مع إن كل الضوء بيخبط في وشه من خلال الشباك اللي جنبه… بس فعلياً مين فينا يقدر يعرف النور اللي برا دا جي منين؟ و يا تري الناس اللي في أقصي يمين الصورة دي بعاد ليه كدا عن الفيلسوف و السلالم؟ و ليه كل حاجة حواليهم ضلمة و مع ذلك منورين لنفسهم نور ضعيف قاعدين في وسطه؟؟ و هل الناس دي صح في تجمعها دا ولا الفيلسوف اللي جنب السلم هو اللي صح؟


لو فكرت برّاحة مع الصورة هتلاقي: إن الفيلسوف اللي قاعد بيبص هو في الحقيقة بيتأمل حياته… بيطلع دور ورا التاني ورا التالت جوا نفسه… إن السلم الحلزوني هو سلم لروح الفيلسوف ذاته… و إن الفيلسوف الباصص في داخله هو نفس ذات الفيلسوف اللي شايف نفسه باصص جوا نفسه… الفيلسوف الناظر، هو الفيلسوف المنظور من خلال ضوء الشباك… و النور اللي جي من برا هو ببساطة نور وعي الفيلسوف و عينيه اللي بتبص جواه… الراجل دا هو ببساطة عملية التأمل متأملة… الراجل دا هو الفكرة و هي بتفكر… و الناس اللي قاعدة بعيد عن السلم و منورين نور خاص بيهم هما كل حاجة رافضة تكبر جوا الفيلسوف دا… و إن مشاكل الفيلسوف رافضة تماماً نور الوعي بتاعه في سبيل نور تاني أضعف بس متمركز حواليهم…


و إنت قاعد بتفكر لوحدك فكّر كدا هو إنت فعلاً واعي بكل مشاكلك؟ واعي بكل تفصيلة معيوبة في شخصيتك؟ هل فعلاً بتحاول تصلح من نفسك؟ و هل الأجزاء المضلمة اللي جواك دي رافضة إنها تشوف نور مواجهة عينيك ليها و هو بينورها؟ و إنت لوحدك فكر كدا و إنت بتسمع صوتك… هو إنت اللي بتتكلم ولا اللي بتسمع؟ هل أنت الناظر و لا المنظور؟

الإجابة: إنت الإتنين…

و إنت لوحدك فكّر كويس… في كل حاجة مضلمة جواك و حاول تصلحها عشان تطلع علي الدور اللي بعده جواك… و تخطي سلمة جديدة ناحية تطورك كبني أدم…

إقبل النور اللي بتسقطه بوعيك علي مشاكلك عشان تعرف تنور لنفسك من تاني… لو حد\حاجة\نفسك واجهوك بمشكلة جواك… إقبل المواجهة… إقبل نفسك… إقبل تطورك كشخص لإنسان أحسن، عشان محدش هيصلحك قدك… و محدش هيشوفك قدك… أنظر لنفسك صح و إستمتع بالنظرة و المنظور…


“سوف يأتي الوقت: عندها، بابتهاجٍ، سوف تحيي ذاتك وصولاً عند بابك، امام مرآتك، و كل منكما سوف يبتسم إحتفاءاً بالآخر، قَشـّـِر صورة ذاتك عن المرآة… فلتجلس. فلتتمتع بوليمة حياتك…” من قصيدة حبٌ بعد حب… لديريك والكوت…

خواطر من لوحة الفيلسوف المتأمل لرامبراندت.

RELATED TOPICS:


Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

RECENT POSTS


SHOW MORE



ARCHIVES


OUR NEWSLETTER


Join 42 other followers

RELATED Posts

Create a website or blog at WordPress.com

%d bloggers like this: